الأربعاء، 27 أغسطس 2008

همسات القهوة العربية بلغة العراقة ...

في الامس أحسست بشيء يجذبني أنها رائحة القهوة ... أنها راحة لـ ... لـ ... للقهوة العربية ... أنها أحد قهواتي المفضلة لأصالتها و عراقتها فهذه القهوة تحمل من الحكمة ما تحمل ... فالحكم التي أختزنتها بين طيات قصص الماضي و الشعر اللي ألقي بحضرتها و قصص الحروب و الألم و قصص المواقف الرجولية التي ترافق صوت راويتها مع صوت أنسكاب القهوة العذب حيث كان الجو مشبع برائحة القهوة المهيلة و ما أن يقترب حامل القهوة تتجه الأنظار إلى ذالك الشلال الذهبي المعطر لكي يبل ريقهم و يكملوا باقي الحديث ...



ذهبت خلف عبق رائحة القهوة إلى أن أجلستني بجانب جدتي ... أجل فهمت ندائك يا قهوتي أردت أن تسمعيني ما كان يحيك في خاطر جدتي ...



جــــــــــــدتي ...لمـاذا أرى عيناكي مبللة هل من خطب



فترد علي: لا لاشيء عزيزتي و لــــــــكنني تذكرت أختي و حالها



قلت : أي أخت



فقالت : حبيتي أنها أختي سارة



فقلت : و ما بالها خالتي سارة هل هي مريضة ؟



فقالت : بل أكثر



فقلت : ماذا حدث هل ماتت ماذا أخبريني ؟



فقالت : أجل و لكن لم يمت منها إلا قلبهاو لكن بدنها ليس به خطب و الروح لا زالت بالجسد



فقلت: وما معنى كلامك!؟! فكيف يموت القلب هل أحبت على كبر و لكن من تحب لم يعرها أهتماما



جدتي:ههههههههه



أنا :إذا فكيف لمرأة بنفس وضعها فقد أحاط بها أحفادها و أبنائها البارين و الذين قد أنعم الله عليهم بالتوفيق فكلهم يشغل وظيفة ممتازة و زوجة صالحة و أبناء مثل الورود و حتى أن بعض أبنائها أصبح جدا أو على وشك .



جدتي : الحكاية و ما فيها أن أختي سارة سعيدة لأجل أبنائها و لكنها من الداخل مكسورة كسرتها حادثة حصلت لها قبل أن تأخذ زوجها المرحوم



أنا: و هل كانت خالتي سارة متزوج من ذي قبل ... غريبة لأول مرة أعرف !!!



جدتي :أجل كانت سارة أختي فتاة فاتنة تهافت الشباب على طرق باب والدي لينولها ... و كان من بين هؤلاء الشباب من كان يراها من بعيد أحبها قلبه و أحبه قلبها العفيف فدعت الله أن ينال رضا الدها و فعلا قبل به والدي على أن والدي كان رجلا شديدا و لكن لحسن خلق هذا الرجل لان والدي و قبل به و أكثر ما كان يعيب هذا الرجل والدته فقد كانت سليطة اللسان كانت عجوزكل من يراها يحس بالمرارة قد تملكها الحزن و الأسى فكانت تذيقه كل من اقترب منها ... فكانت تحب أن تنقل مشاعرها لكل من هم حولها إلا ولدها فقد كان وحيدها و قرت عينها



فكما علمنا أنها لم تكن تريد أن تخطب أختي له لأنها تعلم أن المرأة الجميلة تخطف قلب الرجل و هذه كانت فكرت الكثير من النساء في ذلك الزمن و لا زالت هذه النوعية موجودة للآن و لكن قلبها لم يستطع أن يتحمل أن يرىأنفطار قلب ولدها فوافقت ... تزوجوا و كنا نحس بأن هنالك حبا يطفوا فوق هذا العرس الجميل البسيط و جو قليل التلبك لخوفنا من هذه العجوز الشمطاء ... و لكن و لله الحمد لم نكن نرى مؤشرات الضيق على أختي فعرفنا أن الشمطاء لم تكن تؤذيها و كانت أختي سعيدة أيما سعادة كانت عندما تتكلم عن هذا الزوج الصالح تبرق عيناها العسليتين كالجواهر و يكون صوتها كأنها تغني و متقطع من شدة الفرح و كانت حركاتها كمن ترقص بل كأنها وردة تتفتح عندما يذكر أسمه كانت تزيد جمالا يوما بعد يوم من شدة الحب و كأنها حورية سعيدة كل من يراها تصيبه عدوا السعادة و لم يكن زوجها أقل سعادة من أختي فهو قد حضى بأمرأة جميلة من بيت كريم تحبه و تبحب ما يحب و تكره ما يكره ... هذه كانت حال أختي و زجها و كانت الفتيات تدعي أن تكون لهم حياة مثل حياتها و الرجال كانوا يحسدون زوجها ((مهنا)) عليها إلى أن بدأت العجوز تغار و تعود لسابق عهدها البغيض فقد كانت تقسو على سارة تحملها من الأعمال ما هو فوق طاقتها تضربها تشتمها تهينها و تدعوا عليها و لكنها كانت تنفذ و تتحمل من أجل مهنا زوجها الذي تحب قد أطعمتها والدته الصبر و إن سألها عن حالها قالت أكلت اليوم عسلا و الحمد لله ... كانت رؤيها بالنسبة لها كفيلة بأن تنسيها همها و ألمها ... و لكن العجوز لم تكن ترضيها ردت فعل سارة و كانت تفور يوما بعد يوم قضبا و كانت سارة تصبر نفسها محتسبتا ما تعانيه أجرا عند الله و حبا لزوجها ... و في يوم من الأيام طلبت هذه العجوز ( *********) بدأت تشتمها جدتي و



قالت العجوز لمهنا: طلقها ما أبيها في بيتي



مهنا :ليش ضايقتج بشي بدر منها شي غلط ؟؟!!!



قالت : ما أبيها في بيتي طلقها فرقها عيد



((مهنا )) تسيل دموعه على خديه بغزارة فهو لا يطيق فراق زوجته أو أمه ...>>> و أختي(( سارة ))ترقب الأحداث من طرف النافذة و قلبها قد زاغ من الألم و الخوف و عيناها بدت تفيض بحورا من ألمها متذكرة الأيام الجميله حبها اللذي يملأ الآن قلبها و الذي يزيد يوما بعد يوم يا الله ماذا يجري هل حان الاستيقاظ من الحلم الوردي لاااااااا يارب ألطف يا رب سترك يا رب يا رب ...



مهنا : يما ما أقدر أحبها أهي زوجتي و أنتي أمي... ما اقدر أحبها و بعدين ما غلطت ... ما أقدر أحبها



العجوز : حبك يني بلا ... يا أنا يا هالسوير فاهم



مهنا : ليش يما خل نتفاهم عطيني سبب المرة أيودية و تكانة و مهنيتني و لا لها حس ... يما ترى هاذي عين ما صلت على النبي



العجوز : جب ولا كلمة ما تعرف الوالدين و مكانتهم ... أقول طلق ... و لا تراني قضبانا عليك لي يوم الدين



خرجت العجوز من الدار و رأت أختي سارة و نظرت لها بعين الحقد و الحسد ... فجرت أختي سارة ترجوا منها أن تعدل عن قرارها



سارة : خالتي تكفين لا تفرقين بيني و بين مهنا



العجوز : خوى يمبج بلا و فرقوج الجلاب



سارة : بصوت ناحب و باكي خالتي تكفين قولي لي شأسوي إلي تبينه يمشي



مهنا : يما شتبين أكثر من جذي و على شنو أصلا المرة ما سوت شي ... سارة أنت سويتي شي



سارة : أبد ما سويت شي و إن كنت سويت شي فالسموحة يا خالتي



العجوز : طلقها ...أقول طلقها ما أبي هالسوير في بيتي و تراني قضبانه عليك



العجوز تدفع سارة على الأرض يهب مهنا ليساعدها تلتفت العجوز لهم تنظر لهم نظرة قضب و تقول : و يعة يدي جبح وي مالت عليك



مهنا : عسى ما تعورتي



سارة : لا الحمد الله



مهنا : سارة أمممم يبكي



سارة :مهنى أمممم تبكي



حاول مهنى يراضي أمه و يبقى على أختي سارة لكن العجوز ركبت راسها ... مهنا ما قام ياكل و أختي عافت الأكل معاه صار بيتهم عبارة عن ألم تألموا الكثير لحال أختي و زوجها مهنا ... مهنا قام يسأل شنو أسوي ... و الكثير قالوا له المرة بدالها مرة و أنا أخوك لكن الأم ما تتعوض ... كان يقول أحبها لكن الناس ما تسمع فالكثير منهم لا يعرف معنى هالكلم بذاك الزمن ... سأل أحد المشايخ قاله : قصة سيدنا ابراهيم ... سأل ثاني : قاله و هل أمك سيدنا إبراهيم ... مهنا صار لا ليله ليل و لا نهاره نهار دوم يبجي و قلبه متقطع و لا قام يتكلم .. و الناس تقول وين مهنا الأولي اللي لا دخل مكان نور المكان و أرتفع الصوت و السوالف الحلوة ما تفارق شفاته لكن مهنا يطالعهم يبتسم ابتسامة ألم باردة و يفكر لما الناس خافوا عليه يجن ... قالوا لأمه رحمي حاله لكن أذن من طين و أذن من عجين بن عمك أصمخ و كانت تقول يجن و لا تقعد سوير في بيتي ... و سارة كانت تتقطع كل ليلة فسارة ما عادة تعرف معنى الدموع العادية كانت تنحب أو تبجي دم و يها صار أصفر كانوا أمي و أبوي متأثرين عليها و ينطرون تيي البيت لأنهم يعرفون هالعجوز الشرية ... أمي كانت حزينة على سارة و كانت تدعي أن هالأزمة تعدي على خير ... سارة من كثر ما تحب مهنا عقلها قام يودي و ييب صارت الحياة بينهم مستحيله و العجوز قامت تتميرض و تسوي نفسها بتموت و ما زالت مصممة ...



وفي ذاك اليوم لما حس مهنا أنه لا قادر يعيش سعيد و لا يقدر يسعد سارة اللي حبها قلبه و لا أمه اللي لها حق عليه و تحت ضغط وايد ناس قرر أنه يطلقها و كان بالنسبة له يوم طلاقها يوم وفاته بس الشي اللي يعزيه أنه ما يبي يغضب أم و أنه ما بينه و بين ساره عيال و هي جميلة و تلقى من يآخذه و يهنيها و أهو قرر ما يآخذ بعدها ... بلغ سارة بالخبر بكت سارة و بدت تلم ثيابها و أدموعها يا بعد أهلي أربع أربع قلبها معصور و ييها راح لونه و كان مهنا يودعها و يرفع هدومها من الجنطة يشمهم و يبجي و هي تبجي و هاذي حالهم و عيوز***** فرحانة و هو يلم ثيابها يشمهم و يبجي و يطالع فيها نظرة مودع و هي تطالعه تبي تملي عيونها منه ... عاد و هي طالعة كانت العجوز قاعدة تخبز بالتنور و تغني من الوناسة ... فقالت لها سارة : يعل ما يدور عليج أسبوع إلا و أنت بتنورج يا عيوز ***** ، و العيوز و لا ترد و تقول : فكة ... و تغني و سارة تنزل بوشيتها و تبجي رجعت لنا ... و بعدها سارة ظلت عندنا تبجي و تتألم و لا رضت تتزوج على كثر الخطاطيب على أمل ترجع لمهنا و قلبنا متقطع عليها و حاشها شوية مس من الجنون و كانت تهذي بأسمه و تخربط بكلام يا بنتي ما أذكره و تبجي ... أما مهنا حاله ما يختلف عن حال اختي و لا قدر يقعد بالبلاد فقال لمه أنه بيسافر البحرين فرضت أمه و بعد أقل من أسبوع على طلاقه من أختي و سمعنا خبر أن العيوز و أهي تخبز زلقت و را الخبز و أحترقت بالتنور تحققت دعوة أختي لأنه يا بنيتي ما بين دعوة المظلوم و الله حجاب ... فرحت سارة لكن مهنا صار له شهور ما رجع على باله سارة تزوجت و بما أنه أمه ماتت و أنقطعت أخباره عن الديرة ...سارة حزنت رجعت تبجي لما يا اليوم اللي الكل قام يقولها فيه أن المرة ما لها الا بيت ريلها و ترانا مو دايمين لج و تحت ضغط الأهل تزوجت سارة و الدمعة على خدها بس ريلها يحبها و طيب معاها لكن أهي قلبها ما حب إ و لا راح يحب غير مهنا ... ترى لي يومج يا بنيتي تبجي عليه و قلبها ينبض مثل قبل ( انا نسيت بس أظن أكثر 50 ) سنه و عقلها ترى ما هو مثل أول بس محد حاس فيها و امشية امورها .



***القصة حقيقة لكن مع تغير الأسماء و حذف الشتائم قدر المستطاع و شكرا ***



و بعد هذه القصة قالت لي جدتي أحضري لي كيتلي الماي .... طبعا كانت هنالك علامات تعجب فوق رأسي ؟؟؟!!!



جدتي : كيتلي الماي شفيج



أنا : شنو يعني كيتلي



جدتي : هوووووووو الكيتلي ما تعرفينه الحين ميري تعرفه و أنت ما تعرفينه



أنا : خلاص بنادي ميري تيب الكتلي



جدتي: الكيتلي مو الكتلي



أنا : إن شاء الله أقولها تيب الكيتلي علشان أعرفه ... ميري ميري



ميري : نأم ماما ( ترجمة : نعم ماما )



جدتي : ميري يمه يبي الكيتلي



ميري : جين ماما ( الترجمة : زين ماما )



راحت ميري و ردت



ميري : ماما كيتلي مابي حار بي بارده ماي ( الترجمة : ماما الكيتلي مافي حار (مفروض مو حار ) في بارد ماي( المفروض ماي بارد )



أنا : الكيتلي و الكيتلي و بالأخير يطلع قوري أنا قلت أقرب ما له بيكون سجين يعني لأنه أسمه دموي بصراحة



جدتي : لا يا خدايوه يا ميريوه أنا مو قايلتلج سوي ماي حار للجاي ...يلا روحي سخني الماي ... لحظة ميريوه و بالمرة سوي لي بيض طماط على الطابي بس مو تترسينها دهن



أنا: !! يدتي شنو الطابي !!



جدتي : بعد هاذي ما تعرفينها المقلة يا حظي



أنا : ههههههه يدتي أنتوا عليكم أسامي



جدتي : عيل منتي كويتية قح



أنا : بعد هذا شنو



جدتي : يعني من جذورج يعني نقية .... أقول عطيني ششمتي خل أشوف هاذي و علية عيالها قطوها بالسكة



أنا : شنو ششمة



جدتي : أقول يللا عاد مصختيها



أنا : لا أعرف بس أضحك وياج



عطيتها جان تطقني على أيدي



أنا: ليش شسويت



جدتي : يمينج الناس لا بغوا يعطون احد شي يعطونه بالمين ... هاج عطيني ياه باليمين



أنا : تفضلي يدتي



جدتي: أهووو ..دام فضلج

أنا: أنا رايحة يدتي تآمرين على شي

جدتي : ما يآمر عليج عدو ... دربج خضر؛)

***و لنا لقاء آخر معـ الهمسـ الذهبيـ العريقـ ***

ليست هناك تعليقات: